الساعه الان : نقاط : 0 تاريخ التسجيل : 31/12/1969
| موضوع: الإستغفار ... فَتْحُُ ربّانىُُُُُ الإثنين يونيو 25, 2012 12:22 pm | |
| بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الإستغفار ... فَتْحُُ ربّانىُُُُُ
بقلم : momo***
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى - عز من قائل – : ) فَقُلْتُ إسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا ..) نوح 10:12
وعن أبى هريرة قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( إن عبدا أصاب ذنبا وربما قال أذنب ذنبا فقال رب أذنبت وربما قال أصبت فإغفر لي فقال ربه أَعْلِمْ عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به غفرت لعبدي ثم مكث ما شاء الله ثم أصاب ذنبا أو أذنب ذنبا فقال رب أذنبت أو أصبت آخر فإغفره فقال أَعْلِمْ عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به غفرت لعبدي ثم مكث ما شاء الله ثم أذنب ذنبا وربما قال أصاب ذنبا قال قال رب أصبت أو قال أذنبت آخر فاغفره لي فقال أَعْلِمْ عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به غفرت لعبدي ثلاثا فليعمل ما شاء )) . متفق عليه
يروى عن لقمان عليه السلام أنه قال لإبنه : يا بني، عوِّد لسانك : اللهم إغفر لي ، فإن لله ساعات لا يردُ فيها سائلاً.
قال الحسن – رضى الله عنه - : أكثروا من الإستغفار في بيوتكم ، وعلى موائدكم ، وفي طرقاتكم ، وفي أسواقكم ، وفي مجالسكم ، فإنكم لا تدرون متى تنزل المغفرة .
الإستغفار ... نعمة مجهولة وطريق ٌُُ للنور :
حدثت قصة في زمن الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى ، حيث كان الإمام أحمد بن حنبل يريد أن يقضي ليلته في المسجد ، ولكن مُنع من المبيت في المسجد بواسطة حارس المسجد , وقد حاول مع الإمام ولكن لا جدوى ، فقال له الإمام سأنام موضع قدمي ، وبالفعل نام الإمام أحمد بن حنبل مكان موضع قدميه ، فقام حارس المسجد بجرّه لإبعاده من مكان المسجد ، وكان الإمام أحمد بن حنبل شيخ وقور تبدو عليه ملامح الكبر ، فرآه خباز فلما رآه يُجرّ بهذه الهيئة عرض عليه المبيت ، وذهب الإمام أحمد بن حنبل مع الخباز ، فأكرمه ونعّمه ، وذهب الخباز لتحضير عجينه لعمل الخبز ، فسمع الإمام أحمد بن حنبل الخباز يستغفر ويستغفر ، ومضى وقت طويل وهو على هذه الحال فتعجب الإمام أحمد بن حنبل ، فلما أصبح سأل الإمام أحمد الخباز عن إستغفاره في الليل ، فأجابه الخباز : أنه طوال ما يحضر عجينه ويعجن فهو يستغفر ، فسأله الإمام أحمد : وهل وجدت لإستغفارك ثمره ، وقد سأل الامام أحمد الخباز هذا السؤال وهو يعلم ثمرات الإستغفار ، فقال الخباز : نعم ، والله ما دعوت دعوة إلا أُجيبت ، إلا دعوة واحدة فقال الإمام أحمد : وما هي فقال الخباز : رؤية الإمام أحمد بن حنبل فقال الإمام أحمد : أنا أحمد بن حنبل ، والله إني جُررت إليك جراً .
الإستغفار ... حياة الروح :
أَكثر من الإستغفار .. يَقْرُبُ الفرج . أكثر من الإستغفار .. فالله غفور . أَكثر من الإستغفار .. فالله لن يُضيّعك . أَكثر من الإستغفار .. فالدنيا ساعة وستفنى . أَكثر من الإستغفار .. فالعمر حتما زائل وإن كان يطول . أَكثر من الإستغفار .. يكن الله معك . أَكثر من الإستغفار ... كما كان هدى نبيك .. مستغفرا دائما . أَكثر من الإستغفار .. تملك قلبا طاهرا ونفسا مطمئنة . أَكثر من الإستغفار .. فكم نادى به الله فى القرآن الكريم . أَكثر من الإستغفار .. تتطهر من الخطايا . أَكثر من الإستغفار .. يهدأ بالك وترتاح نفسك . أَكثر من الإستغفار .. تكون به نعم المُتوكل على ربه والمنيب إليه والخاضع المتذلل .
*************
أَكثر من الإستغفار .. فكم من إستغفار كان سببا فى تحويل فشل إلى نجاح وتمّيز . أَكثر من الإستغفار .. فكم من إستغفار كان سببا فى تحويل محنة إلى منحة . أَكثر من الإستغفار .. فكم من إستغفار كان سببا فى تحويل مرض إلى عافية . أَكثر من الإستغفار .. فكم من إستغفار كان سببا فى تحويل ضيق إلى سعة . أَكثر من الإستغفار .. فكم من إستغفار كان سببا فى شفاء معيون ومحسود ومسحور . أَكثر من الإستغفار .. فكم من فقير بالإستغفار صار ميسوراً وذا مال . أكثر من الإستغفار .. فكم من مديون سدّد الله عنه دينه وعافاه من غلبة الدَيْن وقهر الرجال . أَكثر من الإستغفار .. فكم من الشباب طال شوقه للزواج لضيق اليد ثم بالاستغفار تزوج وفرح . أَكثر من الإستغفار .. فكم من الفتيات طال إنتظارهن للستر والعفاف ثم أكثرن من الإستغفار فتزوجن وفرحن . أَكثر من الإستغفار .. فكم من عقيم شفاه الله بالإستغفار ورُزق البنين والبنات بعدما ذهب حلمه ومات . أَكثر من الإستغفار .. فكم من حُلم تحقق بالإستغفار , وكم من أمل صار واقعا ومحققا بالإستغفار . أَكثر من الإستغفار .. فكم من ليل طال سواده ثم بالإستغفار تحوّل لحظة لفجر جديد وصبح مجيد وعيد سعيد . أَكثر من الإستغفار .. فالجنة تشتاق والنبى ينتظرك والحور الحسان تتهيأ للمستغفرين .
*******************
أَكثر من الإستغفار .. حتى تذهب عنك الوساوس والمخاوف . أَكثر من الإستغفار .. حتى تنجح و لاتفشل ولا تخسر . أكثر من الإستغفار .. حتى تكيد إبليس وتقهره .. فالإستغفار إهلاك له وعليه دمار . أَكثر من الإستغفار .. حتى يحبك الله .. فالله حبيب المستغفرين . أَكثر من الإستغفار .. حتى يُسرع إليك اليسر مهرولا بعد العسر .
********************
َأكثر من الإستغفار .. فإن بالإستغفار مع الصبر يأتى النصر . أَكثر من الإستغفار .. فإن من طَرَقَ باب الله بالإستغفار لايخيب وحتما سيُفتَح . أَكثر من الإستغفار .. يكن الله معك ..ومن كان الله معه فماذا يكون قد فقد . أَكثر من الإستغفار .. فإن لزومه يكفيك من كل همّ وغمّ . أَكثر من الإستغفار .. فإن من إشتغل بالإستغفار أعطاه ربه مالم يعطى السائلين . أكثر من الإستغفار .. فهو يُبدّد ظُلْمَة القلب .
إعْلَمْ ..
إعلم أن الإكثار من الإستغفار .. هو من لزوم شِيَمِ المؤمنين . إعلم أن الإكثار من الإستغفار .. هو رجوع إلى الله وإيمان به وتصديق ويقين . إعلم أن الإكثار من الإستغفار .. هو حقيقة من حقائق الخوف والوجل من الله . إعلم أن الإكثار من الإستغفار .. .. هو إيمان بالربوبية لله وتفرده بالألوهية ووحدانيته بالوحدانية . إعلم أن الإكثار من الإستغفار ... يعنى إيمانك بالحساب والجنة والنار .
إن أكثرت الإستغفار لله :
إن أكثرت الإستغفار لله .. فثق به ولاتيأس من رَوحه أبداً . إن أكثرت الإستغفار لله ... فثق به ولا تقنط من رحمته يوماً . إن أكثرت الإستغفار لله .. فثق أن الدنيا مهما ضاقت فى وجهك , والأبواب مهما غُلّقت والأسباب مهما تقطّعت . فستنفتح فتحا مبينا وستيسر تيسيرا عظيماً . إن أكثرت الإستغفار لله .. فُزْتَ , فإنّ من لم يستغفر كثيرا صار متمردا علي الله خارجا عنه متبعا للشيطان وهواه . إن أكثرت الإستغفار لله .. فلا تقنط , فالقنوط من دلائل الضلال .
إجعل مشروعك .. إستغفارُ للغفّار حين تكثر الذنوب على إبن آدم يحصل الضعف فى إرادته وتلين عزيمته وتتأثر نفسه وتكاد تنهار عند مواجهة أى مشكلة من مشكلات الحياة ومتاعبها التي تواجهنا كل دقيقة وكل يوم . وحين يفشل مثل هذا الآدمى المؤمن في موقف ما فإنه قد يصاب بالإحباط الذي يكون بمثابة همّ ثقيل يمنعه من العيش بصورة طبيعية فيرتبك ويقبع ولايقدر على العمل والإنتاج لتغيير واقعه بسبب عدم الإستغفار وسيطرة الإحباط أو اليأس على نفسه وخوفه من كل ما هو آت فى المستقبل , فهذا الآدمى فى حقيقته ماهو إلا إنسان قد غفل تماما عن حقيقة الإستغفار العظيمة التى بها ينفتح على مولاه وينطرح بين يديه لعظمته وهيبته وينال من كل أمر مبتغاه ومايتمناه . وهذا فى نهايته ماهو إلا بمثابة إعصار نفسى سيء قد أصاب نفسه به وبنفسه لإبتعاده عن الإستغفار .. لأن عدم الإستغفار يقعد بالهمم عن العمل ويشتت القلب بالألم ويقتل فيه روح الأمل . إن العبد المؤمن الكثير الإستغفار لربه لايمكن لليأس أن يتمكن منه أبداً .. ولا للإحباط أن يعرف إليه سبيلا .
وهذه حياة المستغفرين : فهو يواجه أمور حياته كلها بالإستغفار .. فيصبح ذا إرادة قوية ولجوء تام إلى خالقه وعزم صادق وإيمان راسخ وثقة فى الله لاتتزعزع ويعمل بإستمرار على الأخذ بأسباب الهداية والثبات .. ويقرأ القرآن دائما فتنبعث فى نفسه روح الأمل والتفاؤل عندما يقرأ قوله تعالى : { ربنا لاتزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب } ال عمران8 , وهو يؤمن بأن الأمور مهما تعقدت ، والخطوب مهما إشتدت ، والعسر مهما تعسر ، فالفرج من الله قريب طالما أن الألسن تلهج لبارئها أبدا تستغفره ليل نهار : ( حَتَّى إِذَا إسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ ) يوسف 110 .
إن الإنسان مادام على قيد الحياة حياً يتحرك فلا بد له أن يكثر من الإستغفار , فنحن أنفس بشرية قد ينتابها الضعف فى كثير من الأحيان وعندها لا تجد سبيلا للراحة إلا بحسن الإنطراح بين يدى الخالق العظيم بإستغفار كثير , فطوبى لمن وجد فى صحيفته يوم القيامة إستغفارا كثيرا . - وأنه يجب أن يكثر المسلم من الإستغفار حتى يبعث في نفسه روح الأمل وجميل الظن بالله , فيراجع نفسه دائما ويوبّخها باحثاً عن أسباب عدم التوفيق والتعسر ليتجنبها في المستقبل لكونها قد تكون سببا فى التعسّر , فيرجو من ربه تحقيق المقصود ويجعل رايته دائما :
* ( سَأُستغفرُ ربى ماحييت ) *
خاتمة : نستغفر الله من الذنوب التي تحل النقم . ومن الذنوب التي تغيـِّر النعم ومن الذنوب التي تورث الندم ومن الذنوب التي تحبس القسم , ومن الذنوب التي تعجِّلُ الفناء , ومن الذنوب التي تقطعُ الرجاء , ومن الذنوب التي تمسك غيث السماء , ومن الذنوب التي تكشف الغطاء , نستغفر الله العظيم حياءً من الله نستغفر الله العظيم رجوعاً إلى الله نستغفر الله العظيم تندماً وإسترجاعاً نستغفر الله العظيم فراراً من غضبِ الله إلى رضاء الله نستغفر الله العظيم فراراً من سخطِ الله إلى عفوِ الله أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه من الإفراط والتفريط ومن التخبيط والتخليط ومن مقارفة الذنوب ومن التدنس بالعيوب ومن عدم الحضور في الصلاة ومن جميع التقصير فيها وفي الزكاة ومن القنوط من رحمة الله ومن عدم القيام بحق الله وخلق الله ومن عدم التشميرِ لطاعةِ الله ومن عقوقِ الآباءِ والأمهاتِ ومن الظلمات والتبعات ومن الخُطى إلى الخطيئات ومن قطيعةِ الأرحام ومن إكتسابِ الآثام ومن حُبِ الجاهِ والمال ومن شهوةِ القيلِ والقال ومن رؤية النفس بعين التعظيم ومن نهر السائل وقهر اليتيم ومن الكذب والحسد ومن الغيبة والنميمة ومن سائر الأخلاق المذمومة ومن سائر الذنوب القلبية و القالبية ومن إتباع الهوى وهجر التقوى والميل إلى زخارف الدنيا ومن جميع ما يكره الله ظاهراً وباطناً نستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم ونتتوب إليه من كل ذنب يصرف عنا رحمتك أو يحل بنا نقمتك أو يحرمنا كرامتك أو يزيل عنا نعمتك ومن كل ذنب يورث الأسقام والضنا ويوجب النقم والبلاء ويكون يوم القيامة حسرةً وندامة .ومن كل ذنب تبنا اليك منه ونقضنا فيه العهد فيما بيننا وبينك جراءة منا عليك لمعرفتنا بعفوك .ومن كل ذنب يزيل النعم ويحل النقم ويهتك الحرام ويورث الندم ويطيل السقم ويعجل الألم ومن كل ذنب يمحق الحسنات ويضاعف السيئات ويحل النقمات ويغضبك يارب السموات ومن كل ذنب يميت القلب ويجلب الكرب ويشغل الفكر ويرضي الشيطانَ وَيسخِطُ الرحمن ومن كل ذنب يعقبُ اليأسَ من رحمتك والقنوط من مغفرتك والحرمان من سعة ما عندك ومن كل ذنب يوجب سواد الوجه يوم تبيض الوجوه وتسوّد الوجوه ومن كل ذنب يدعو إلى الكفر ويطيل الفكر ويورث الفقر ويجلب العسر ويصد عن الخير ويهتك الستر ويمنع اليسر ومن كل ذنب يُدنـي الآجال ويقطع الآمال ويشين الأعمال ومن كل ذنب يدنِّس منا ما طهرته ويكشف عنا ما سترته أو يقبِّح منا ما زيَّنته ومن كل ذنب لاينال به عهدك ولا يُؤمن معه من غضبك ولا تنزل معه رحمتك ولا تدوم معه نعمتك. ومن كل ذنب يورث النسيان لذكرك أو يعقب الغفلة عن تحذيرك أو يتمادى به الأمن من مكرك أو ينسِّينا من خير ما عندك .ومن كل ذنب جرى به قلمكَ وأحاط به علمكَ فينا وعلينا إلى آخر عمرنا ولجميع ذنوبنا كلها أولها وآخرهَا عَمْدُها وخطؤها قليلها وكثيرها صغيرها وكبيرها قديمها وحديثها خفيُّها وعلانيتها نستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم ونتتوب إليه إستغفاراً يزيد في كل طرفة عين وتحريك نفس مائة ألف ضعف يدوم مع دوام الله ويبقى مع بقاء الله الذي لا فناء ولازوال ولا إنتقال لملكه أبد الآبدين ودهر الداهرين سرمداً من سرمدك إستجب يا الله يا أرحم الراحمين .
| |
|